ستسأل عنك ...

سؤالك صار يفضحهُ السؤال

وصبرُك ليس تحمله الجبال
أتدري أن دمعك صار صُبحاً

ودمع الصبح يمسحه الزوال

ستصبر مثل أيّوب وتدري

بان الصبر أخره محال

أيا ظل اليتامى والحزانى

إلام الليل تنكره الظلال
مهيباً كنت في صوت التجلّي

بحجم الكون ليس له مثال

وكنت أراك في صمتي وصبري

منيعا من مهابته الجلال
تداعت فوق أهليك المنايا

وسوط الموت يذكيه اشتعال
أراك على الأرائك صرت تنسى

أما من عثرةٍ يوماً تُقالُ

تعيث بك المراكب صوب بحر

تخوم الموج أصغرها جبال

تدور بك النوائب نحو قبر

لحود الموت ترسمها الرمال

أتدري أن ثوبك صار رمزاً

لطُهرٍ ليس تعرفهُ الرِّجال

وفي أيامك التعبى انتماءٌ

على رغم الجراح له احتمال

وأنت بيادرٌ للحبّ ترمى

كقوس النار يُذكيها اشتعال

تطوف بك المرافيء نحو حلم

يفجّره سرابٌ أو خيالُ

تعبت من الخُطى تمشي نهارا

وليلك يستبدُّ به السؤال

ستسأل عنك آلاف المرايا

كأنْ في روحك الولهى احتفال

دروبك في ضياع قد تماهت

ودرب الغير تفرشه الظلال

خلقت من الجباه السمر عمرا

وعمرك ليس يعرفه الكلال

وكنت على مهابتها نجيا

فهل ينجيك من ظُلمٍ نضال

ستنفض عنك آلاف الشظايا

لحضن الفجر يغريك المآل

خطاك على الثريا سوف تسمو

غبار وجودها منك اختيال

أتدري أن صوتك صار صوتي

جمالك لا يضاهيه جمال

تدور بك الدوائر كل يوم

وتدري أن أخرها اعتدال

ستزهر فيك رغم الجرح أرضٌ

ويبزغ فوق جبهتها الهلال

ستنهض فوق من تركوا خطاهم

على عُمرٍ توارثه الكلال

ستشرق فيك رغم الجرح شمسٌ

على أرض روافدها زلال