من المُتوقَّع أن تُشكِّل بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2012" محطَّة أخيرة لكوكبة من نجوم اللعبة المُخضرمين، إذ يختار العديد من اللاعبين اختتام مسيرتهم الكروية من خلال بطولة كبرى سواء أكان ذلك الختام "مسكاً" أم لم يكن، القائمة تشمل لاعبين كبار منهم من يبحث عن إضافة مزيد إلى سجلَّه الحافل، وآخرون يسعون لوضع بصمة للذكرى على عطاء السنين، ولا تقتصر "تحية الوداع" على اللاعبين فقط إذ تشمل عدداً من المدربين و قُضاة الملاعب أيضاً.
رموز تاريخيةلا يقتصر تميُّز مُدرِّب منتخب جمهورية ايرلندا الإيطالي جيوفاني تراباتوني على كونه "عميد السن" عند المدراء الفنيين في البطولة (73 عاماً)، إذ إن الاسم التاريخي في الكرة الإيطالية يُعدّ من أبرز مُدرِّبي القارة بمسيرة حافلة في الملاعب الإيطالية وخارجها، وقد لعب مدافعاً في صفوف نادي ميلان 12 عاماً (1959-1972) وفي منتخب إيطاليا بين عامي 1960 و1964، أما مسيرته التدريبية فقد بدأت مع فريق الشباب في ميلان عام 1972 إلى الفريق الأول لموسمين بين عامي 1974 و1976، ثم كانت المحطة الأكثر رسوخاً مع يوفنتوس بين عامي 1976 و1986 وحقق خلالها 14 لقباً محلياً وقارياً ودولياً، وانتقل لإنتر ميلانو وأعاده إلى دائرة الضوء والألقاب، ثم عاد ليوفنتوس ومنه إلى بايرن ميونيخ الألماني على فترتين في تسعينيات القرن الماضي وحقق معه في الثانية الألقاب المحلية كافة، وبين الفترتين درَّب كالياري الإيطالي، ثم عاد من جديد إلى إيطاليا لقيادة فيورنتينا، ثم المنتخب الأول لأربعة أعوام بين 2000 و2004، ثم بنفيكا البرتغالي وشتوتغارت الألماني وريد بول سالزبورغ النمساوي، ونجح في أن يحقِّق بطولة الدوري في كل من إيطاليا مع فريقين مختلفين والدوري الألماني والبرتغالي والنمساوي، وكانت محطَّته الأخيرة والمستمرَّة حتى الآن مع منتخب شبه الجزيرة البريطانية منذ عام 2008.
وبدأ تراباتوني مسيرته مع المنتخب الايرلندي بصورة مثالية، إذ قاده لإنهاء مبارياته في التصفيات المؤهِّلة لنهائيات كأس العالم 2010 بلا أي خسارة ليكون ثالث مُدرِّب يُحقق هذا الإنجاز مع المنتخب الأخضر، لكنه جاء خلف منتخب بلاده الأم إيطاليا في ترتيب المجموعة وانتقل إلى مواجهة فرنسا في الملحق الأوروبي الذي شهد حادثة تاريخية في ملعب "سان دوني" في باريس تمثَّلت بلمسة اليد من المهاجم تيري هنري وهو في موقف تسلل أيضاً، التي أهدت فرنسا هدف التعادل (1-1) في الشوط الإضافي الأول من مباراة الإياب لتتأهَّل إلى النهائيات بعد فوزها ذهاباً (1-0) في دبلن.
وقد جدَّد تراباتوني عقده مرَّتين، الأولى عام 2009 عقب تصفيات كأس العالم 2010 ولغاية نهائيات "يورو 2012" ثم أواخر عام 2011 حتى نهائيات كأس العالم 2014.
وبعد مسيرة متميِّزة للمنتخب الايرلندي وتأهُّله في الملحق أيضاً إلى "يورو 2012" يطمح تراباتوني إلى مزيد من الإنجاز في مجموعة حديدية في النهائيات وضعته إلى جانب إسبانيا وإيطاليا وكرواتيا، ولا شك بأن خبرته الكبيرة ستكون على المحكّ أمام منتخبات تُعَدّ من الأفضل على صعيد القارة، خاصة وأن هذا الظهور قد يكون الأخير له في المسابقة، وقد يكون الظهور الأخير في بطولة كبرى.
ويُعوِّل “Trap” ـ أي: "الفخ"، كما تُلقِّبه الصحافة الأوروبية ـ على مجموعة من اللاعبين ذوي الخبرة والمنتشرين في أندية الدوري الإنكليزي الممتاز، وفي طليعتهم النجم الخبير روبي كين (31 عاماً) الذي قد تكون مشاركته أيضاً هي الأخيرة في بطولة كبرى بعد أن شارك في مونديال 2002 وسجَّل 3 أهداف في 4 مباريات، ويمتلك كين مسيرة حافلة تنقّل فيها بين أندية ولفرهامبتون وكوفنتري سيتي ووست هام يونايتد وليدز يونايتد وتوتنهام هوتسبر وليفربول في إنكلترا، وإنتر ميلانو الإيطالي وسلتيك الأسكتلندي، ولوس أنجلوس غالاكسي الأميركي، كما انتقل في الموسم المُنصرم على سبيل الإعارة لمدة شهرين إلى أستون فيلا الإنكليزي وقدَّم أداءً مُبهراً.