استعاد المهاجم فرناندو توريس الأمجاد مع المنتخب الأسباني وسجل هدفين ليقود الماتادور للفوز بأربعة أهداف نظيفة على أيرلندا في المباراة التي جمعت بين الفريقين في الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة في بولندا وأوكرانيا (يورو 2012) مساء اليوم الخميس.
وعوض توريس غياب ديفيد فيا هداف أسبانيا التاريخي، من خلال مشاركة قوية رد من خلالها على المشككين، ليفك النحس الذي لازمه مع المنتخب وفريقه تشيلسي الإنجليزي في العام الماضي، ويصبح مجدداً حامي الحمى لأسبانيا تكراراً لإنجاز يورو 2008.
أحرز أهداف أسبانيا، فرناندو توريس د4 ود70، وديفيد سيلفا د49، وسيسك فابريجاس د83. ولم تكف الجماهير الأيرلندية عن تشجيع فريقها رغم الخسارة برباعية وحتى الدقيقة الأخيرة من المباراة.
واقتربت أسبانيا من دور الثمانية بعدما رفعت رصيدها للنقطة الرابعة بالتساوي مع كراوتيا، يليهما إيطاليا (نقطتين) ثم أيرلندا (بدون نقاط) ليكون المنتخب الأول الذي يودع البطولة.
أجرى المدير الفني للمنتخب الأسباني فيثنتي ديل بوسكي تغييراً طفيفاً ولكن فعال، بإقحامه المهاجم فرناندو توريس في التشكيلة الأساسية للمباراة، وليس كما فعل في المباراة السابقة أمام إيطاليا عندما فضل الدفع بلاعب الوسط سيسك فابريجاس في هذا المركز وعدم اللعب بمهاجم صريح، مما منح المنتخب الأسباني الفعالية الهجومية أمام أيرلندا بفضل مهاجم تشيلسي الإنجليزي الذي ظهر بثوب جديد، من خلال التحركات والخطورة على المرمى، حيث نجح بالفعل الماتادور الملقب بالنينو في تسجيل هدف رائع لأبطال أوروبا.
دخل الفريقان في أجواء المباراة سريعاً، خاصة الماتادور الذي هاجم بضراوة عن طريق خط وسطه المدجج بالنجوم أمثال تشافي هيرنانديز وتشابي ألونسو وسيرجيو بوسكيتس، وفي المقدمة كل من ديفيد سيلفا نجم مانشستر سيتي الأنجليزي وتوريس وعلى اليسار الساحر اندرياس انيستا.
انيستا قدم عرضاً رائعاً وكان في أفضل حالاته خلال المباراة، فتارة يخترق ويرواغ الدفاع وتارة أخرى يسدد ثم يمرر تمريرات قاتلة تضرب دفاعات أيرلندا.
سرعان ما أحكم الماتادور الأسباني قبضته على مجريات اللقاء، وحصر نظيره الأيرلندي في وسط ملعبه، وأخذ ينقل الكرات بسرعة وبدقة مستغلاً نشاط الثلاثي الخطير انيستا وسيلفا وتوريس، وبالفعل تمكن النينو من تسجيل الهدف الأول بعدما التقط الكرة مستغلاً تعثر مدافع أيرلندا، ليخترق المنطقة ويطلق قذيفة مرت من فوق رأس الحارس شاي جيفن لتستقر في الشباك ليعلن النينو عن نفسه مجدداً كقائد جديد للهجوم الأسباني الذي غاب عنه هدافه التاريخي ديفيد فيا في البطولة بسبب الإصابة.
تراجع الأيرلنديون وذهبت السيطرة للأسبان الذين امتلكوا خط الوسط بالفطرة، ولم يملوا من تكرار الهجمات، وإطلاق التصويبات على مرمى جيفن، ففي الدقيقة 26 أطلق تشابي الونسو تصويبة صاروخية من على بعد 35 ياردة ولكنها اعتلت العارضة بقليل، وقبل نهاية الشوط الأول بثواني، كاد انيستا المتألق أن يكرر هدفاً شبيهاً بهدفه في تشيلسي بقبل نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009، ولكن جيفن تلقى الكرة في منتصف المرمى ليخرجها بمهارة للركنية ولكن الحكم كان قد أطلق صافرته معلناً عن نهاية الشوط الأول.
ديفيد سيلفا كان البطل الثاني في اللقاء، عندما تواجد داخل المنطقة لحظة تسديد توريس لكرة على مرمى جيفن، ارتدت لتصبح تحت أقدام لاعب وسط مان سيتي، الذي سدد الكرة بكل هدوء بباطن القدم اليسرى في أسفل الزاوية اليمنى لحارس منتخب أيرلندا في الدقيقة 49.
استمرت الهيمنة الأسبانية مقابل هجمات أيرلندية نجح الدفاع في إبطال مفعولها بجدارة. وأرسل سيلفا تمريرة سحرية لتوريس من وسط الملعب تقريباً ركض النينو خلفها لينفرد بالمرمى ويسدد بشكل متقن في الشباك معلناً عن ثالث أهداف أسبانيا في المباراة.
ودفع ديل بوسكي بلاعب الوسط سيسك فابريجاس على حساب توريس في الدقيقة 73، وأراح لاعبه انيستا بعدما ضمن الفوز بثلاثية.
وكاد روبي كين أن يقلص الفارق من تصويبة قوية من داخل المنطقة ولكن الحارس العملاق إيكر كاسياس تصدى للكرة ببراعة. وترك سيسك بصمة في المباراة بهدف رابع مذهل من تصويبة قوية من داخل المنطقة ليعلنها رباعية، معبراً بغضب عن فرحته بالهدف، ربما لأنه ظل حبيس مقاعد البدلاء طوال المباراة. استمر الوضع كما هو عليه .. سيطرة أسبانية واستسلام وإحباط أيرلندي إلى أن أطلق الحكم صافرة النهاية بتوديع أيرلندا للبطولة رسمياً، فضلاً عن اقتراب الماتادور من دور الثمانية للبطولة.