الاصدقاء الثلاثة
اجتمع الاصدقاء الثلاثة ( السلحفاة والضفدعة والفأر ) وصنعوا بيتا جميلا يسكنون فيه وكان هذا البيت يقع فى وسط حقل قرب المحيط ، وقد اعتادوا قضاء فترة الظهيرة فى الشمس أمام كوخهم الجميل يتحدثون ويتسامرون ، وكثيرا ما قالت السلحفاة للضفدعة :
" ما أنعم جلدك يا عزيزتى .. إنه يلمع فى الضوء .."
فترد الضفدعة هذه المجاملة بأحسن منها وقال :
" وانت ياعزيزى ، لا يوجد أجمل من صدفتك ، ولا انعم منها " .
ثم تحدثت السلحفاة والضفدعة بإعجاب عن ذيل الفأر الذى كان مغطى بفراء ناعم أملس .
وهكذا كانوا يقضون وقتهم فى سعادة وصفاء ، يتناولون الطعام الذى يجمعونه من الحقل .
وفى أحد ليالي الشتاء القارس ، حدث فيضان رهيب غطى أرض الحقل بالماء ، ولم تشعر الضفدعة والسلحفاة بأى خطر ، لانهما تستطيعان السباحة لكن الفأر أصبح فى خطر شديد وخصوصا أن الماء مرتفع وسيغرق أذا لم يصل بأمان الى الغاية حيث يتسلق شجرة عاليه .
لذلك لقد اضطر لفراقهما لينجو بحياته ، وذهب ليعيش فى الغاية ، وهناك قابل فأرة جميلة اعجبت به خاصة ذيله الجميل ، وبعد مدة تزوجا وبنى لها الفأر بيتا رائعا فوق الشجرة .
وفى تلك الاثناء أنخفضت المياه فى الحقل ثم جفت فقرر الفار ان يذهب ليرى ما حدث لاصدقاءه هناك .
وعندما رأهما الفار صاح فى سعاده غامرة قائلا :
"مرحبا بأعز الاصدقاء .. كم انا سعيد برأيتكما "
فردتا عليه قائلتان:
ونحن سعيدتان أيضا برؤيتك .. لقد حزنا كثيرا لفراقك .. وكنا نخاف أن تكون قد غرقت فى الفيضان "
فقال الفأر :
"لقد هربت للغابة ولى الان منزل جميل هناك وزوجه جميله .. الا تحبان ان تأتيا لرؤيتها ؟ ".
قالت السلحفاة والضفدعة :
"بكل سرور يا صديقنا الحبيب .. يا له من خبر جميل .. سنذهب معك على الفور "
واتجه الجميع الى الغاية.
وعندما وصلوا الى منزل الفأر تعجبوا منه ووجدوا انه فى مكان مرتفع فوق شجرة عالية .
فقالت السلحفاة :
" صديقى الفأر .. كان من المفروض ان تخبرنا أن منزلك مرتفع جدا،اننى لا يمكننى ان اتسلق الشجرة واصل اليها ".
فكر الفار لحظة ثم قال:
" حسنا .. عندى حل ظريف قد يسهل الامر. يمكنك ان تمسكى ذيلى بفكك وساجذبك الى اعلى ".
فامسكت السلحفاة بذيل الفار بقوة ، بينما بدأ هو بتسلق الشجرة ، واخذت الضفدعة تشاهدهما من اسفل ، نادى الفار على زوجته قائلا :
" انظرى يا عزيزتى ، لقد احضرت اصدقائي معى لزيارتك ".
فرحت زوجة الفار وقالت وهى تنظر الى السلحفاة :
" مرحبا بك تفضلى ".
نسيت السلحفاة اين هى ، وفتحت فمها لترد التحية فالفتت ذيل الفار من بين فكها وانزلق من فمها ، بعدما نزع كل الشعر الحميل الذى فيه ، وسقطت السلحفاة بشدة على الارض .
وكانت السقطة قوية جدا لدرجة ان صدفة السلحفاة الناعمه تشققت وكان الامر مؤلما بالنسبه لها ، اما الضفدعة فقد فزعت من هول الصدمة ، وبرزت عيناها الى الامام وتجعد جلدها وهنا نسي الضفدع والفار ما كان بهما واسرعا الى صديقتهما السلحفاة ليطمئنا علها فبكت وقالت لهما :
"أننى لم أصب بأذى .. ولكن أنظرا لقد توهت صدفتى الجميلة الناعمة وظهرت فيها شقوق كثيرة ".
فنظرت الضفدعة اليها:
" بالعكس يا عزيزتى .. لقد اصبحت الان صدفتك اكثر جاذبيه ، ولكن انظرى الى .. وما حدث لى ، لقد اصبحت قبيحة المنظر .. فعيناى بارزتان وجلدى مجعد "
فقالت السلحفاة :
" لا يا صديقتى .. بالعكس فجلدك المجعد هذا اضاف عليك جمالا عما سبق ، فقد اصبح كلوحة رسمها فنان بارع ، اما عن عينيك البارزتين ، فعندما تسبحين فى الماء سيبقى جزء منهما خارج الماء لتلاحظى بهما اى خطر ، وبالتالى فهذا افضل لك ".
وقال الفار بحزن شديد :
" اما انا فإن زوجتى الجميلة لن تحبنى بعد اليوم ولن تهتم بي بعدما فقدت شعر ذيلي الجميل ".
ردت الفارة معاتبة بعد أن تعلمت من الاصدقاء الثلاثة:
" لا تقل هذا يا عزيزى لن تتغير مشاعرى نحوك ابدا مهما كان شكلك .. فما يهمنى قلبك وليس ذيلك ".
وهكذا قبل الجميع الامر وعاشوا معا اصدقاء سعداء طوال العمر ، فالذى يبحث عن السعادة ، يرى سعادته فى جمال الاشياء من حوله .