بسم الله الرحمن الرحيم
داءُ القلوبِ
جِئتُ الطَبِيبَ اليَومَ أَسأَلُهُ عـن نَـازِلٍ بِالقَلبِ أَجهَلُهُ
يَـا عَارِفًا بِالطِبِّ قُلتُ لَهُ شَـيءٌ بِقَلـبِي صَـارَ يُثقِلُهُ
قَالَ المُدَاوِي صِف لَنَا مَثَلاً قُلتُ الذي بِالَلـيلِ مَـعزِلُهُ
قَالَ اللَيَالِي مـا لهَََا سَبَبٌ قُلتُ الذي جَاءَ الأسَى و لَهُ
في مَـوكِبٍ لِلهَمِّ مَـرتَبَةٌ يَنعَـى لَـهُ أُنسًا و يَعـذِلُهُ
قد نَالَ مِنهُ الأسرُ قُلتُ و مَا عَادَت ضُلُوعُ الصَدرِ تَحمِلُهُ
يَقضِي لَيَالِي العُتمِ مُـكتَئِبًا حتى نُجُـومُ اللَيلِ تحنُ لَهُ
هَذِي التي بَـاتَت طَبَائِعُهُ قَالَ المُدَاوِي هـاتِ نَسأَلُهُ
أَطرَقتُ حِينًا ثُمَّ قُلتُ على شَطِّ الأمَـانِي صَارَ مَنزِلُهُ
حِينًا على صَخرِ الرجَاءِ و حِيـ ـنًا بَينَ مَوجِ الشَوقِ يُرسِلُهُ
يُلقِي على رَمـلِ السِنِينِ مَلا مًـا أَنَّ أَصدَافًـا تُغَازِلُهُ
تَرنُو لَهُ في طَـرفِهَا خَجَلٌ و القَلبُ في هَـمٍّ يُزَلـزِلُهُ
يَـا أَعيُنًا تُصبِحْ عَلَى فَرَحٍ تَسلُـوا بِـهِ حِينًا تُقَـبِّلُهُ
مـا طَارَ في أَحلاَمِهَا زَمَنًا إلا أَتَـى لَـيـلٌ فَـيُنزِلُهُ
لا تَرتَجِي مِـنِّي مُـمَاثَلَةً إِنِّي جَـرِيـحٌ الشَوقُ يَقتُلُهُ
يـا عَارِفًا بِالطِّبِّ قُلتُ لَهُ هَذَا الـذي بـالقَلبِ يُثقِلُهُ
قال المُدَاوِي حـامِدًا نِعَمًا رَبِّي الـذي بِـالعِلم بَجًّلَهُ
هَذِي القُلُوبُ دَاؤُها عَجَبٌ يَحيَا بِـهَا و الـعَينُ تَكفُلُهُ
حَتَّى إِذَا مـا زَارَ كَـافِلَهُ وَجـهٌ كَـأَنَّ البَدرَ مَنزِلُهُ
إهتَزَّ مَـفزُوعًـا يُسَـائِلُهُ من ذَا كَـأَنَّ النَجمَ مُرسِلُهُ
حِينًا يُمَنَّى بِاللِّـقَاءِ و حِيـ نـًا يَنكَوِي بـاليأسِ يُسْبِلُهُ
فَـالقَلبُ طِفلٌ تَـائِهٌ وَجِلٌ يُعلِي نِـدَاءَ الشَوقِ يُرسِلُهُ
إن نَالَ وَصلاً إنتَشَى فَرَحًا و إن طَالَ و صلٌ جَفَّ مَنهَلُهُ
يُمسِي كَسِيرًا مُـولَعًا جَزِعًا يَسلُو بِـهِ شَوقٌ يُـمَاطِلُهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أبوصخر ـ مختار بوودن ـ (قسنطينة الجزائر)