أعظم ما يكون الصبر
حينما تصبر على ما تهوى النفس ومن هنا رتب الله
على دخول الجنة أمرين فذكر منها ترك هون النفس،
يقول عمر:
وجدنا ألذ عيشنا في الصبر،
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
،
فعبادة الصيام فيها سر يحبه الله،
ألا وهو الصبر،
وإذا استشعر الصائم أن الله يحب منه
هذا الصبر ويثيبه عليه
استجمعت نفسه وارتاحت، فيقف في نهاية اليوم
وقد ظمأ أو جاع ووجد
المشقة والعناء
فقال:
«اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت،
ذهب الظمأ وابتلت العروق،
وثبت الأجر إن شاء الله»
فهذه لا شك معاملة رابحة.
أنت تعلمت أثناء الصيام أن تترك الحلال لله،
فحري بك أن تترك الحرام فلا تأكل حرامًا،
ولا تشرب حرامًا، فإذا صمت عن الحلال
فيجب عليك أيضًا أن تصوم جوارحك عن الحرام،
يأتيك الشخص يسأل عن قطرة الماء دخلت جوفه
أثناء الوضوء، ولكن تجده ينظر حرامًا ويسمع
حرامًا ويأكل حرامًا ويشرب حرامًا؛
تقول عائشة رضي الله عنها: "من أراد أن يسبق
الدائب المجتهد
فليقف عند محارم الله" ويقول عمر بن عبد العزيز:
"ليست التقوى أن تقوم
الليل وتصوم النهار ثم تخلط بين ذلك،
ولكن تقوى الله أن تؤدي فرائض الله
وتقف عند محارم الله
" فهذا أبو بكر الصديق
ما سبق الناس بكثرة صلاة ولا صيام
ولكن بشيء وقر في قلبه، ولما قدم له الخادم
طعامًا وكان جائعًا فأكل
لقيمات ثم سأله: من أين أتيت بهذا الطعام؟
فذكر له بأنها من كهانة تكهنها
في الجاهلية أدخل يده في فمه،
وقال: "والله لأخرجنها حتى لو لم تخرج
إلامع روحي"
ومن هنا فقد ذكر رسول الله
{ أن الصيام علاج لجميع الفتن والشهوات}
مماقرأت